تعانى نيجيريا من تدهور الاقتصاد وانخفاض واردات العملات الاجنبية بعد انخفاض اسعار البترول، حيث باتت لا تستطيع الان استيراد الارز والزيت وتسعى حاليا الى الخروج من هذا المأزق عن طريق دعم وتعزيز القطاع الزراعى.

وكانت الزراعة مزدهرة فى نيجيريا الا انها اهملت بعد الاكتشافات البترولية فى منطقة خليج غينيا نهاية التسعينيات، وأدى اعتماد الاقتصاد النيجيرى على الذهب الاسود، الذى انخفضت اسعاره اليوم، الى تدهور إيرادات الدولة التى تستمد 70% من عائداتها من النفط والغاز.

وكشف تقرير لمكتب الاحصائيات القومية ان صافى الدخل القومى لنيجيريا انخفض بنسبة 2.1% فى الربع الثانى من العام الجارى. وتعانى الحكومة النيجيرية من عدم امكانية دفع مرتبات موظفيها ويتعين عليها ايجاد مصادر عائدات اخرى واصبحت الزراعة دون ادنى شك هى البديل.

وتمتلك نيجيريا 84 مليون هكتار من الاراضى الخصبة الصالحة للزراعة والتى تمتد حتى الغابات الجنوبية فى صحراء الساحل الشمالى وتأمل فى توسيع رقعتها الزراعية من اجل تلبية احتياجات الشعب من الغذاء وايضا تقليل الاستيراد.

ووصل سعر جوال الازر الذى يزن حوالى 50 كيلوجراما والذى يتم استيراده من تايلاند حوالى 20 الف نيرا (63 دولار) مقابل 8 آلاف مطلع العام الماضى بسبب التضخم. ويعكف العمال فى اقليم "بونو" او "سوكوتو" الواقع فى وسط وشمال البلاد مغادرة مكاتبهم فى منتصف اليوم من اجل التركيز على العمل فى الزراعة بعد مواعيد العمل الرسمية.

واكد نائب الرئيس يمى اوزينباجو ان النهضة الزراعية ستؤدى بدورها الى انعاش الاقتصاد معلنا عن برنامج جديد لتنمية الزراعة وحث النيجيريين على شراء المنتجات محلية الصنع.

وفى مطلع الستينيات من القرن الماضى، كانت نيجيريا على رأس المصدرين للزيت فى العالم متقدمة على ماليزيا واندونيسيا حيث كانت عملاق الاقتصاد فى غرب افريقيا تنتج اكبر محصول من الكاكاو مقارنة بمنافستها الدولة الايفوارية كما كانت تنتج 18% من انتاج حبوب الفول العالمى، حسبما افادت منظمة الكاكاو النيجيرية.بيد ان نيجيريا تستورد الآن زيت من ماليزيا ولا تنتج سوى 8% من الانتاج العالمى للكاكاو.

من جانبه، أكد مدير منظمة الكاكاو النيجيرية سايينا ريمان انه ينبغى العودة الى زراعة الكاكاو مضيفا ان تصدير الفول يمكن ان يساهم فى اعادة العملة الاجنبية الى البلاد.

وقام احد الموظفين النيجيريين بالتخلى عن عمله فى الحكومة المحلية من اجل التفرغ للزراعة منذ عام 2008 لكن نظرا لنقص الكهرباء التى تستخدم فى تشغيل المعدات الزراعية ولعدم وجود طرق معبدة تسمح بنقل المحاصيل من مكان الى اخر، اقتصر عمله فى الزراعة على الاكتفاء الذاتى فقط ، وأوضح انه يقوم بزراعة الكاكاو والموز على مساحة تصل الى 5000 هكتار من الاراضى الخصبة فى منطقة اوجن.

وأدى هطول الأمطار الغزيرة خلال الأسابيع القليلة الماضية الى تحويل الطرق الى أراض طينية تؤدى الى التزحلق ، لذا لجأ العمال الى استخدام الاحذية العالية المقاومة للمياه حتى يتسنى لهم العمل على غرس بذور الكاكاو فى الأرض.

ويطالب المزارعون الحكومة النيجيرية بتوفير المساعدات اللازمة لهم عن طريق إنشاء وتعبيد الطرق وتوفير الطاقة والمياه وتقديم الدعم المالى لهم وتخفيض سعر الفائدة الى اقل من 14% وهو السعر الحالى، فضلا عن ضرورة تيسير الاجراءات الحكومية لتصبح افضل وتسهل الاعمال والاستثمارات.

ويسعى مايقرب من 170 مليون نيجيرى الى زراعة المحاصيل لتلبية احتياجاتهم من الغذاء وتصنيعها حتى تصبح صالحة للاستهلاك اليومى.