قال مسئول عسكريون أمريكيون، إن مُسلّحين من تنظيم الدولة الإسلامية هاجموا القوات الأمريكية وحلفائها من المتمردين السوريين، أمس الأحد، في قاعدة جنوب سوريا يوم السبت، ما أدى إلى اندلاع معركة ضارية تستدعي ضربات جوية من التحالف لصدّها، بحسب ما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال.

ونقلت الصحيفة عن المسئولين قولهم إن الهجوم الشامل بدأ يوم السبت، عندما فجّر مقاتلو داعش سيارة مفخخة في قاعدة في بلدة التنف، الواقعة جنوب سوريا على طول الحدود الأردنية، والمُستخدمة من جانب قوات العمليات الخاصة الأمريكية والمتمردين السوريين الذين يعملون مع التحالف الدولي.

وأفادوا بشن ما بين 20 و30 من مُقاتلي داعش، بينهم عناصر انتحارية، هجومًا على القاعدة العسكرية التي تُمثّل قاعدة انطلاق ومرفق تدريب للمتمردين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة.

وبحسب المسئولين، دخلت قوات التحالف والمتمردون السوريون في تبادل لإطلاق النار مع المهاجمين، انتهت بدعوات لتنفيذ ضربات جوية لصدّ الهجوم، ولم ترد أي كلمة عن وقوع قتلى أمريكيين في الهجوم.

ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي يُعمّق فيه الجيش الأمريكي تواجده في سوريا كجزء من الحملة المُكثّفة لتطهير مدينة الرقة من داعش.

عزّز الجيش الأمريكي وجوده على طول الحدود "اللبنانية، السورية" على مدى أسابيع، وفق مسئولون أردنيين وأمريكيين.

وبالرغم من تحقيق القوات المدعومة من الولايات المتحدة في جنوب سوريا، مكاسب متواضعة في معركتها ضد داعش، إلا أنها تناضل من أجل تحقيق مكاسب أكبر.

ولفتت وول ستريت جورنال، إلى عمل قوات العمليات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية المركزية، لسنوات مع المتمردين السوريين على طول الحدود الأردنية السورية.

وأشارت الصحيفة، إلى قصف الطائرات الروسية موقعين للمتمردين في المنطقة، الصيف الماضي، الأمر الذي أثار مخاوف من إسقاط الضربات قتلى بين صفوف القوات الأمريكية والبريطانية، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع المتمردين السوريين، في الوقت الذي تواجه فيه القوات الأمريكية مخاطر متزايدة في سوريا.

وأرسل الجيش الأمريكي مؤخرًا المئات من قوات مُشاة البحرية (المارينز) إلى شمال سوريا، للمساعدة في تقديم الدعم المدفعي لعمليات القتال المُكثّفة ضد داعش في الرقة، لتنضم إلى المئات من القوات الأمريكية المتوقع أن تؤدي أدوارًا أكثر خطورة في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وهدد مركز للقيادة المشتركة، يضم روسيا وإيران وتحالفًا لجماعات مسلحة ويدعم الرئيس السوري بشار الأسد، بالرد على أي هجوم أمريكي جديد على سوريا، معتبرا أن الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات تجاوزا للخطوط الحمراء، بحسب ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية.

وجاء في البيان الذي نشره مركز القيادة المشتركة على موقع الإعلام الحربي التابع له: "إن ما قامت به أمريكا من عدوان على سوريا هو تجاوز للخطوط الحمراء، فمن الآن وصاعدًا سنرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان وأمريكا تعلم قدراتنا على الرد جيدا."

وكانت القوت الأمريكية شنّت غارة جوية، فجر الجمعة الماضية، استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري في محافظة حمص بوسط سوريا، بإجمالي 59 صاروخًا من طراز توماهوك من قطع بحرية أمريكية متمركزة في البحر المتوسط، ما أثار انتقادات من جانب حلفاء الأسد ومنهم روسيا وإيران.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إطلاق الصواريخ من سفينتين في البحر المتوسط في الساعة الرابعة والأربعين بتوقيت سوريا، الواحدة وأربعون دقيقة بتوقيت جرينتش.

وأضافت الوزارة في بيان لها، أن تلك الضربة الأمريكية جاءت ردا على الهجوم الذي يُعتقد بأنه "كيميائي" من جانب الحكومة السورية الذي ضرب خان شيخون في4 أبريل، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات من السوريين الأبرياء بينهم نساء وأطفال، وتنفي الحكومة السورية مسؤوليتها عن ذلك الهجوم.