إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، جرت بنجاح اليوم (الأربعاء)، عملية فصل التوأم الطفيلي المصري "محمد عبدالرحمن جمعة"، وعمره 7 أشهر و28 يومًا، وذلك في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني في الرياض، حيث تمت العملية على 6 مراحل واستغرقت 8 ساعات فقط بدلاً من الوقت المحدد لها وهو 11 ساعة.

جرت العملية على 6 مراحل واستغرقت 8 ساعات

وعبر والدا التوأم عن سعادتهما البالغة بنجاح العملية خاصةً أنها استغرقت وقتاً أقل من المتوقع، وقدما الشكر لقيادة المملكة العربية السعودية على توفيرهما هذه الفرصة لعلاج الطفل على الوجه الأكمل، كما أعربا عن شكرهما للفريق الطبي بقيادة د. عبدالله الطبي على المجهود الذي بذلوه خلال العملية. 

وكان المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رئيس الفريق الطبي والجراحي التابع للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة د. عبدالله الربيعة، قد أوضح أن العملية بدأت بالتخدير ثم التخطيط والفحص العصبي ثم التعقيم وفتح الجراح واستئصال الجزء المتطفل على محمد، ثم المرحلة الرابعة لمتابعة الحبل الشوكي والقناة الشوكية لمحاولة إعادة ترميمها وفصل الأعصاب عن غشاء الحبل الشوكي، أما المرحلة الخامسة فجرى خلالها إعادة ترميم الجلد وما تحت الجلد.

ولفت د. الربيعة إلى أن التوأم الطفيلي المصري قدما إلى المملكة في شهر مارس الماضي، وبعد دخول التوأم إلى مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال، قام الفريق الطبي بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وتبين له أن التوأم الطفيلي ملتصق مع التوأم محمد في جهة الظهر بأسفل الصدر والبطن والحوض.

وبيَّن أن التوأم الطفيلي الآخر لا يملك فرصًا للنجاة نظرًا لعدم وجود مقومات الحياة له مثل: القلب، والرأس، ولوجود عيوب خلقية تعيق الحياة ولا يمكن تصحيحها، إضافة إلى عدم تخلّق الكلى والجهاز البولي والتناسلي ووجود قصور كبير في الأمعاء، مفيدًا أنه تم إبلاغ هذه المعلومات لوالدي الطفل.

وجرت العملية على 6 مراحل وشارك فيها 26 من الاستشاريين والأخصائيين والكوادر التمريضية والفنية من تخصصات التخدير وجراحة الأعصاب وجراحة الأطفال وجراحة التجميل وبقية التخصصات المساندة، وتعد هذه العملية تعد من العمليات الدقيقة حيث أشار د. الربيعة إلى أن نسبة نجاحها تزيد على 70%.

وأكد الربيعة أن التحديات التي واجهت الفرق الطبي تكمن في اشتراك قناة الحبل الشوكي بينهما، حيث جرى استخدام الفحص التخطيطي العصبي والميكروسكوب الجراحي؛ لضمان دقة العملية.

وأفاد أن هذه العملية تُعد رقم 63 في سجل البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، الذي تمكن خلال مسيرته الممتدة منذ عام 1990م وحتى الآن من دراسة 149 حالة من 27 دولة.

ورفع رئيس الفريق الطبي والجراحي ونيابة عن زملائه في الفريق الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على ما يقدمانه من دعم للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، مؤكدًا أن هذا الدعم أتاح للفريق الطبي السعودي تقديم أفضل معايير الرعاية الطبية، والارتقاء بجودة الحياة للأطفال المستفيدين وعائلاتهم.

ولفت إلى أن البرنامج سيواصل تطوير خبراته وبروتوكولاته العلاجية، ونقل هذه المعرفة إلى الكوادر الطبية في الداخل والخارج، بما يُسهم في توسيع أثره الإنساني، ويعزز من مكانة المملكة بوصفها مركزًا عالميًا للتميّز الطبي في مجال التوائم الملتصقة وغيرها من المجالات الحيوية، سائلًا المولى عز وجل أن يبارك في جهود القيادة الرشيدة، مثمنًا جهود زملائه المشاركين في هذا العمل الإنساني النبيل.

بدوره، قال استشاري جراحة مخ وأعصاب د. معتصم الزعبي، إن المرحلة الرابعة من فصل التوأم كانت الأصعب في العملية لشدة التصاق النخاع الشوكي للتوأم محمد جمعة مع أخيه التوأم الطفيلي.