القى  سفير سلوفينيا لدى مصر السيد Sašo PODLESNIK ساشو بودلسنيك كلمة فى احتفالية السفارة بالعيد الوطنى 

وجاء فى نص الكلمة: 

نُحيي ذكرى العزيمة والوحدة والشجاعة التي اختار بها الشعب السلوفيني، قبل 34 عاماً السعي نحو مستقبل مستقل وديمقراطي وسلمي. واليوم، تقف سلوفينيا كعضو مسؤول في المجتمع الدولي، ملتزمة التزاماً راسخاً بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والتعددية، والأمن الإقليمي والعالمي.

للعام الثاني على التوالي، تشغل سلوفينيا مقعداً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. في عصرٍ يشهد أزماتٍ متداخلة ومعقدة، فإن أولوياتنا واضحة: منع الصراعات، وحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي، وتعزيز السلام من خلال الحوار.

بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على العدوان الروسي، ودون نهاية تلوح في الأفق، تواصل سلوفينيا وقوفها بحزم إلى جانب أوكرانيا. هذا الموقف ليس تضامنًا فحسب، بل مبدأً أيضًا. فعندما يُقوّض النظام الدولي القائم على القواعد في أي مكان، يُقوّض في كل مكان.

إن التزامنا الثابت بالسلام والقانون الدولي يشكل استجابتنا للوضع المأساوي العميق في غزة حيث أصبح حجم المعاناة المدنية لا يطاق ويجب أن ينتهي.

قبل أكثر من عام بقليل، اعترفت سلوفينيا بدولة فلسطين، وهو قرار مبدئي نابع من دعمنا الراسخ لحل الدولتين، الذي يظل السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن والكرامة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين. للأسف، لم تُسهم التطورات الأخيرة في المنطقة في تعزيز هذه الرؤية، بل جعلت تحقيقها أبعد منالاً.

كما يساورنا قلق بالغ إزاء الصراع العسكري بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، والذي يُشكل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي. نحث جميع الأطراف على تهدئة الأوضاع وحماية المدنيين والالتزام الكامل بالقانون الدولي. وفي الوقت نفسه، يجب ألا نغفل عن أزمات أخرى، مثل الصراع الدائر في السودان، الذي تطور ليصبح إحدى أشد حالات الطوارئ الإنسانية خطورة في عصرنا.

تتمتع سلوفينيا ومصر بعلاقات ممتازة وودية، شهدت تطوراً ملحوظاً هذا العام. في أبريل، قامت رئيسة الجمعية الوطنية بزيارة رسمية إلى مصر، وهي زيارة مثّلت إنجازاً تاريخياً ساهم في تعميق الحوار البرلماني وتعزيز التفاهم المتبادل. وفي الشهر نفسه، أكدت المشاورات السياسية الثنائية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة القيمة الاستراتيجية لشراكتنا. وتظل مصر الشريك الأبرز لسلوفينيا في المنطقة. ونحن نقدّر دورها في تحقيق الاستقرار، وتبادلنا المنتظم والمنفتح لوجهات النظر.

ويستمر تعاوننا الثنائي في التوسع. فمن خلال شراكات التنمية، تواصل سلوفينيا دعم المشاريع المحلية التي تُمكّن المرأة وتُعزز الاستدامة البيئية. كما نما تعاوننا الأكاديمي، على سبيل المثال في مجال علوم التراث، ومن خلال تعميق العلاقات بين الجامعة الأور ومتوسطية في بيران والمؤسسات المصرية الشريكة لها. علاوة على ذلك، ولا يزال الدور المميز لما نُطلق عليه "دبلوماسية النحل" رمزاً لالتزامنا بالأمن الغذائي والتنوع البيولوجي والاستدامة.

وفي 25 يونيو 2025، تحتفل سلوفينيا بالذكرى الرابعة والثلاثين لاستقلالها. تُعد سلوفينيا اليوم عضواً مسؤولاً وموثوقاً به في المجتمع الدولي: داعم قوي للسلام والأمن، وعضواً غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2024-2025.

تتمتع سلوفينيا ومصر بعلاقات تقليدية قوية وودية تمتد إلى ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين عاماً من العلاقات الدبلوماسية الرسمية، مع حوار سياسي منتظم واتصالات على جميع المستويات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك. ولا تزال مصر الشريك التجاري الأهم لسلوفينيا في أفريقيا.

خلال العام الماضي، حققت شراكة سلوفينيا مع مصر تقدمًا ملحوظًا، يتجلى في تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتنامي التعاون الثنائي