تقرير صحفى : شركة "تيدا" الصينية تحول صحراء مصر القاحلة إلى مركز صناعي مزدهر
الإثنين 30/يونيو/2025 - 06:55 م

فاطمة بدوي
طباعة
قبل ستة عشر عامًا، لم تكن منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية (تيدا) بمدينة العين السخنة بمحافظة السويس شرقي القاهرة، سوى صحراء قاحلة مترامية الأطراف، أما الآن، فهي شاهد على التحول والشراكة العالمية بعد أن أصبحت مركزا صناعيا حيويا يحتضن 185 شركة، ونحو 10 آلاف عامل مصري، واستثمارات أجنبية بقيمة 3 مليارات دولار.
ويتذكر الرئيس التنفيذي لشركة ((تيدا)) للاستثمار المصرية أحمد رضوان، انضمامه إلى المشروع في العام 2008، وكيف بدت له رؤية تحويل الصحراء القاحلة إلى مركز صناعي "حلمًا مستحيلًا".
ويقول رضوان لوكالة أنباء ((شينخوا)) "عندما اطلعت على خطة شركة (تيدا) وكيفية تطوير هذه المنطقة وبنائها في وقت قصير، شعرت أنها مجرد حلم بعيد المنال".
وتابع، "اليوم، ما بدا يوما حلما بعيد المنال أصبح حقيقة ملموسة، وخلال عدة سنين، حققت المنطقة الاقتصادية مبيعات تجاوزت 5.3 مليار دولار، وساهمت بنحو 300 مليون دولار من الضرائب والرسوم، ووفرت فرص عمل مباشرة لما يقرب من 10 آلاف شخص".
وأضاف رضوان، الذي بدأ مسيرته المهنية مديرًا ماليًا، بأن منطقة تيدا برزت كحلقة وصل أساسية في التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، حيث ساهمت في دفع عجلة التصنيع في مصر من خلال جذب الاستثمارات، وتوسيع التجارة الخارجية، وتعزيز القدرات التصنيعية.
وخلال هذه السنوات لم تكن تيدا بالنسبة للعديد من المصريين، مجرد مصدر للعمل وتأمين مصدر دخل فقط، وإنما بوابة للتغيير الجذري.
وهذا ما تؤكده المصرية دينا محمود حسن، التي تعمل بشركة (جوشي مصر) للفايبر جلاس (الألياف الزجاجية) المحدودة منذ العام 2013 كمخططة إنتاج.
وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، تدرجت دينا في المناصب حتى أصبحت نائبة مدير قسم التخطيط والخدمات اللوجستية.
وقالت دينا حسن لـ((شينخوا)) "أتذكر أنني عانيت كثيرًا بعد ولادة طفلي وعودتي إلى العمل عام 2022، لم يكن الأمر سهلاً".
واستطردت قائلة "لكنني تلقيت كل الدعم الذي احتجتُه من قادة فريقي. بصراحة، لا أعتقد أنني كنتُ لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولاهم".
وأكدت أن العمل الجاد وفر لها ترقياتٍ وزياداتٍ في الراتب وجوائز متعددة، قائلة "لقد حسّن الراتب والمزايا السخية وضعَ عائلتي ونوعيةَ معيشتها بشكل كبير".
وتأسست شركة (جوشي مصر) عام 2012، وأسست صناعة الفايبر جلاس (الألياف الزجاجية) في مصر من الصفر، إذ بدأت بخط إنتاج واحد قبل 13 عاما قبل أن تتضاعف خطوط الإنتاج لتصل إلى أربعة بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 360 ألف طن سنويًا، ما يجعلها أكبر منشأة لتصنيع الألياف الزجاجية في إفريقيا، ويجعل مصر رابع أكبر منتج للألياف الزجاجية في العالم.
فيما تُعد شركة (إكس دي-إيجيماك للمعدات الكهربائية ذات الجهد العالي المحدودة)، مشروع مشترك بين مجموعة (XD) الصينية وشركة (EGEMAC) المصرية، كتب قصة نجاح أخرى في منطقة تيدا.
وتتخصص هذه الشركة في توفير معدات نقل وتحويل الطاقة، بالإضافة إلى الخدمات الهندسية لأسواق الشرق الأوسط وإفريقيا انطلاقًا من مقرها في مصر.
ويعمل بالشركة الآن 260 موظفًا، أكثر من 97% منهم مصريون.
ويقول نائب المدير العام للشركة مسعد إبراهيم، وهو يعرض بفخر صورة لموقع بناء صحراوي التقطها عام 2010 على هاتفه المحمول، "اليوم، تحول هذا الموقع تحديدًا إلى قاعدة تصنيع متطورة لمحولات الطاقة عالية الجهد ومفاتيح التحويل المعدنية المعزولة بالغاز، مما يوفر معدات أساسية لبناء وتحديث شبكة الكهرباء الوطنية في مصر".
وانضم إبراهيم إلى الشركة عام 2009 كمترجم، وانتقل تدريجيًا إلى أدوار في إعداد العطاءات والمبيعات وتنفيذ المشاريع.
وتابع إبراهيم "قدم لي زملائي الصينيون توجيهات قيّمة، وشجعوني على تجاوز دوري كمترجم وأن أصبح متخصصًا عامًا".
ويقود مسعد إبراهيم الآن قسم المبيعات وتطوير السوق، وهو متفائل بمستقبل الشركة، ويسعى إلى توسيع حصتها السوقية في الخليج وإفريقيا وأوروبا.