بدعوة من الغرفة المصرية الصينية، وبمشاركة عدد من الجمعيات الصينية في مصر، نُظّم بعد ظهر يوم 17 يوليو في القاهرة، فعالية كبرى لإحياء الذكرى الـ80 لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، والانتصار العالمي في الحرب ضد الفاشية. وقد حظيت الفعالية بدعم كبير من السفارة الصينية بالقاهرة والوفد الزائر من رابطة الصداقة الصينية مع الخارج. شارك في الفعالية أكثر من 140 ضيفًا من السفارة، ومؤسسات صينية، وممثلي الجالية، وطلبة، وإعلاميين.

تحت شعار “استذكار التاريخ وإضاءة الحاضر”، افتُتحت الفعالية بجولة في معرض صور وثائقية عن الحرب الصينية ضد العدوان، حيث تم عرض مراحل النضال الوطني من عام 1931 حتى النصر في عام 1945. كما عُرض فيلم وثائقي بعنوان “انتصار المقاومة”، الذي أثار مشاعر الحضور، خاصة بين الشباب والطلبة، لما فيه من مشاهد تاريخية حيّة تُجسد تضحيات الشعب الصيني.

في كلمته خلال الفعالية، أكد السفير الصيني لدى مصر والممثل الدائم لدى جامعة الدول العربية، السيد لياو لي تشيانغ، أن النصر في الحرب يمثل أول انتصار شامل للشعب الصيني في تاريخه الحديث، وله أهمية عظيمة في الدفاع عن العدالة الدولية. وأوضح أن “إعلان القاهرة” و”إعلان بوتسدام” و”وثيقة الاستسلام اليابانية” جميعها تؤكد عودة تايوان إلى الصين، وأن أي محاولة لتشويه هذه الحقائق تعد انتهاكًا لنتائج الحرب الدولية والنظام العالمي.

من جانبه، أشار نائب مدير إدارة العلاقات الخارجية برابطة الصداقة الصينية مع الخارج، السيد سون يان تاو، إلى الدور التاريخي الذي لعبته الجالية الصينية في الخارج خلال الحرب، حيث قدّمت دعمًا ماليًا وعينيًا ضخمًا يمثل 85% من ميزانية الحرب في السنوات الثلاث الأولى. وصرّح قائلاً: “لن ينسى التاريخ كل مغترب صيني ساهم في الكفاح الوطني، فهم عماد الأمة الصينية.”

وفي ختام الفعالية، قامت قيادات الجالية الصينية في مصر بالتوقيع على “إعلان القاهرة الجديد” الصادر عن الجالية الصينية، والذي يجدد التمسك بوحدة الوطن، ورفض كل أشكال تزوير التاريخ، والدعوة إلى السلام، والوفاء لإرث الآباء والأجداد.

إن هذه الفعالية، التي نظّمتها الغرفة المصرية الصينية، لم تكن فقط لحظة استذكار مؤثرة، بل كانت أيضًا منصة لتجديد العهد الوطني، وتعزيز التماسك المجتمعي، ورفع وعي الجيل الجديد من المغتربين تجاه مسؤوليتهم التاريخية في الدفاع عن الحقيقة، وخدمة التنمية السلمية، وتعزيز الصداقة الصينية المصرية.