ابن البلد بشاربه الغليظ وصوته المائل إلى الخشونة روحه خفيفة مرحة، امتلك موهبة انحسرت في طبيعته الشخصية مواصفات ميزت شيخ البلد على قلوب الجماهير.

روح خفيفة مرحة تسكن جسدًا ممتلئًا، امتلك موهبة انحسرت في طبيعته الشخصية، ومكنته من طبع بصمته المتميزة على قلوب الجماهير.

وُلد محمد رضا أحمد عباس في يوم 20 ديسمبر عام 1921 بمحافظة أسيوط، وحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938، إلى جانب دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية في 1953.

تخلى عن العمل ذو الدخل الثابت ليخوض معركة الفن غير المستقر؛ حيث كان يعمل مهندسًا بإحدى شركات البترول بالمحافظات البعيدة عن القاهرة، ومع ذلك لم يتجاهل نداء الفن الذي قرأه بإحدى المجلات الفنية حينما عُقدت مسابقة لاختيار الوجوه الجديدة وتقديمها للسينما.

"المعلِم" لم يتردد كثيرًا ولم ينتظر مقابلة رؤسائه للحصول على تصريح بالسفر، فغادر مكتبه دون إذن وجاء إلى القاهرة واشترك بالمسابقة، وفور الانتهاء منها عاد إلى عمله، ليفاجأ بقرار الشركة "المتعسف" بفصله نهائيًا من منصبه لتغيبه دون إذنٍ مقبول.

كانت بدايته في أدوار ثانوية كضابط بوليس، أو لص في فيلم، لكنه اقتحم قلوب الجماهير بوجهه الطيب، وضحكته البشوشة الطفولية بأدوار أكثر تأثيرًا وترسيخًا في أذهانهم.

الدور الذي اعتبره نقطة تحول في حياته كان مع أديب نوبل نجيب محفوظ في مسرحيته الشهيرة "زقاق المدق" حينما رشحه المخرج لدور المعلم "كرشة"، وقال في تصريحاتٍ صحفية "لما الدور رسي عليا موّت نفسي فيه علشان حسيت إن فيه تحدي والحمد لله النتيجة كانت لصالحي".

من أبرز أعمال "رضا" السينمائية "سفاح النساء، امبراطورية المعلم، زوج تحت الطلب، المذنبون الأبرياء، البيه البواب، البحث عن فضيحة، مدرسة المشاغبين، شياطين إلى الأبد، رضا بوند، إنت اللي قتلت بابايا، تحياتي لأستاذي العزيز، نعيمة فاكهة محرمة، بيت القاضى، تل العقارب".

شارك في بطولة عدد من الأعمال التلفزيونية المشهورة كـ "ساكن قصادي، يوميات ونيس، ألف ليلة وليلة، عماشة عكاشة، يوميات جاد الله، عنتر بيكا، الزنكلوني"، إلى جانب مسرحيات "زقاق المدق، على بابا والأربعين حرامي".

ابتكر وسيلة جديدة للضرب في الأفلام المصرية وهي الضرب بـ "الكرش"، وأصبح لكرشه علامة مميزة في خناقات السينما المصرية.

في أواخر أيامه شارك في حملة لمكافحة مرض البلهارسيا.

في 21 فبراير 1995 توفي الفنان محمد رضا، وروى نجله "أحمد" ملابسات الوفاة: "يومها كان يقوم بتصوير مسلسل ساكن قصادي، وكنا في 27 رمضان، وفور عودته للمنزل تناول إفطاره، وعقب الإفطار كان هناك صحفي يحدثه ليأخذ منه حديثًا، فتُوفي وهو يتحدث في التليفون".