" هقولك ايه بس .. انا ام .. عارفه يعني ايه ام .. يعني المفروض اكون قدوة لبناتي بس اتعرضت لقهر كبير يمكن مكنش ينفع يكون ده الحل بس وقعت فيه وياريت تساعدوني اخرج منه " قالتها بنبره حزينه في اتصال هاتفي " واضافت " انا مكنتش مصدقه لحد لما قريت عن استاذ يسري وشفت حول حياته ازاي العدد اللي فات .. ازاي خرج من ضلمة الادمان والخوف من المجتمع للنور واتمنى انا كمان انشغل في حاجه وابقي منتجه انا كنت بعمل تريكو كويس " 

طلبنا مقابلتها وقابلناها لتسرد قصتها المملوء بالندم والالم .. قصة فصولها "غيرة قاتلة" و " تنمر ذكوري" و " السقوط في بئر الادمان" و" الضياع دون امل" و " التشبث ببصيص امل"..لم اكن اعلم الي اين اذهب فحياتي كلها تدمرت ، ارى بناتي امامي يبكين علي حالاتي ويمتن من الخوف كلما تعاطيت امامهن الابره او ابتلعت كميه من الاقراص ان اموت واتركهن بمفردهن وانا التي من المفترض ان اكون عمودهن الفقري ، والسند والامان بعد ان هجرنا والدهن وتزوج بجارتي الجميله وانجب منها الذكر الذي منذ ان انجيه وقد نسينا تماما وبدلا من ان احل محل الاب والام تهت بمفردي في الامي ونسيتهن وهن يستحقن ان يشعرن بالامان بان احيا دون مخدر 

اضافت " منى" تزوجت في سن صغيره ، فور اتمامي ١٨ عاما فيوم عيد مولدي كان زواجي ب " ابو بناتي" الذي تقدم لخطبتي "زواج صالونات" وكنا ابناء منطقه شعبيه واحده ، انتقلت للعيش معه في " بيت العيله" وما ادراكم  ما " بيت العيله"  اما كان جنه او انقلب جهنم وعادة مايكون الاصل في للموضوع " الكبار" وانا حظي كان " جهنم" " حماتي" لم تكن ملاكا كانت ذلك الشيطان الذي كلما اشتعلت نارا بيني وبين زوجي نفخت فيها لتزيد سعيرها بدلا من ان تطفئها 

تزوجت ولم يدم شهر عسلي طويلا ، وابتدأ " النكد" من اجهاضي باول حمل رغم ان السبب " حماتي" التي اصرت علي ان امسح سلم العماره كلها وكنت وقتها صبورة واتحمل لان عند اهلي " عيب الطلاق" و ليس عندهم فقط ففي محيطنا الذي نشأت فيه في قرية ريفيه بسيطيه وشعبيه الطلاق " عيب" و سبه في جبين المرأة حتى وان كانت مظلومه رغم انه ابغض الحلال ، ليس الوضع كما هو الان ، انجبت اول بناتي وبدلا من ان اقابل بالزغاريد قابلتني " حماتي" و" سلفتي" التي انجبت الذكور ب " الصويت" الضراخ والعويل كان يملأ المكان وتشاجرت لاول مره مع زوجي لاجد نفسي مهانه ومطروده عائدة لبيت والدي الذي اصابه الذعر وشرع في صلحي واعادتي قائلا " مجبيتش ولد المرادي تجيبه المره الجايه" وكانني انا الذي اتحكم في القصه 

تنفست بصعوبه واكملت تكررت القصه ل ٣ مرات والحقيقه انني كنت اشعر في كل مره بالمراره حتي انني بت اكره نفسي وبناتي من كثرة المعايره ولا اعلم لما كانت تفعل حماتي وسلفتي ذلك رغم انهن اناث وعشت ظروفا صعبه وقاسيه عاملني فيهاة زوجي معامله قاسيه ، كانت لي صديقه تزوجت في القاهره اتت لزيارتي وقابلوها بطريقة سيئه ووقتها ثرت واصبت بتشنجات واعطتني وقتها " حبة ترامادول" قالت لي " هتفرفشك" واخذتها ومن وقتها وانا اعتمد علي العقار السحري من خلف زوجي الذي كان يشعر اني متبلدة امام اهانته هو ووالدته واحيانا كنت اعجبه نظرا " للدماغ" التي تحولني تماما 

حملت للمره الرابعه وهذه المره اصررت على رؤية المولود وكان ذكرا وطرت من الفرحه الا ان الطبيب اكتشف قصة الترامادول وقال لزوجي انه من الضروري ان اخضع لعلاج لكي  امتنع عنه وولد طفلي الذكر مشوهها ولم يكمل نصف ساعه ومات ليلومني الجميع ويصدر زوجي علي حكما بالاعدام ويطلقني بكل بساطه ويتزوج في نفس اليوم من جارتنا الطالبه في الدبلوم والتي تصغره بعشره اعوام لتنجب له الذكر وتعامل معامله الملوك 

شعرت بالذعر من كل شئ وهربت ببناتي من جحيمه وجخيم عائلته التي لم ترحم و فررت من لوم اسرتي التي نعتتني بالمدمنه وانني " فضحتهم""ولجأت لصديقتي القاهريه التي وفرت لي شقه معقوله لي ولبناتي وعشنا فتره علي معونات الناس الذين لايعرفون بقصه ادماني ولكن عرفوا بظروفي حتي شرعت في العمل في احد مصانع الحلوى الصغيره لاقتات رزق بناتي الا انني وجدت تفسي اقتطع نصفه للمخدر الذي بات لايبهجني فبحثت عن شئ اقوي فبت اتعاطي الهيروين الممزوج بقطرات العين لكي تزيد من مفعوله ولكي اطيل من مدة التذكرة معي فثمنها لم يكن رخيصا بالنسبه لي 

انا الان ضائعه اتعاطي الهيروين منذ غامين ومدمنه منذ ١٢ عاما وكل مره اتعاطي فيها جرعتي اشعر بالالم النفسي الذي اسببه لبناتي احذرهن من التعاطي وانا اتعاطي واجد عقلهن لايفهم ، الكبرى فيهن تريد اكمال تعليمها وثمن مخدري قد يحلمها تفوقها  وشقيقتيها وامالهن التي اراها في عيونهن وجمل مثل  " اخنا عذرينك ياماما من اللي شوفتيه بس كفايه كده .. لو سبتينا هنبقي لوحدنا في الدنيا والدنيا مبترحمش" تؤنب ضميري ونجبرني علي ايجاد حل انا الان ضائعه ولكني اريد ان اقول " للمخدرات لا"، لقد تم طردي من المصنع بعد ان راني احد العمال وانا اتعاطي في منظر مؤسف والان اصنع انا بنفسي الحلوى وابيعها انا وبناتي في الشارع ولكني امتلك كثيرا من المهارات فاضافه للحلوى اجيد " التريكو" واريد فقط من يجعلني اجيدة بامتياز وعلي استعداد ان اتعلم اي شئ لاكون منتجه لاجل بناتي 

" احنا جنبك" تواصلت مع احد مراكز العلاج ومع صندوق مكافحة علاج الادمان والتعاطي واعطينا ل " مني" الخياران والتي اكدنا لها ان علاجها سيكون في امان وسريه تامه وانها ستخضع لبرنامج تاهيلي لن يبعدها عن بناتها

 تدعو " المواطن"  كل من سقط  في بئر الادمان الي الخروج منه وتمد لك يد المساعده وتقول لك ان هناك الكثير من الايادي وهناك صندوق مكافحة التعاطي والادمان والعلاج مجاني وبسريه تامه فقط خذ قرارك وقل " لا للمخدرات"،  اذ نثمن المجهود المبذول من قطاعات وادارات مكافحة المخدرات بوزارة الداخليه والضربات الاستباقيه التي تسفر عن احباط ترويج كميات كبيره من المواد المخدره بمختلف انواعها