الشابو و هو صاحب المسميات الآخرين و الملقب "بالشيطان" أو الآيس او الكرستال او السبيد او الشبو، و كلها تنتمي لمخدر "الميث أمفيتامين" و هو عبارة عن حبيبات بيضاء ذات الشكل الكرستالي الأشبه بالثلج، و هو مخدر فتاك ظهر في الآونة الأخيرة في الشرق الأوسط بعد "الأستروكس" أو "الفودو" و الأكثر وحشية في تاريخ المخدرات. 

و الذي يندرج تحت مجموعة متزايدة جدًا في الانتشار يطلق عليها" amphetamine type stimulant" و هي عائلة المنشطات شديدة الخطورة علي الجهاز العصبي المركزي، كما أن تعاطي هذا النوع من المخدر يكون عن طريق الأستنشاق او التدخين او البلع او الحقن بعد إذابتها بالماء او الكحول،بالإضافة الى ان تأثيره سريع الانتهاء مما يجعل المتعاطي يبتعد عن الطعام و الشراب. 

ويقع ضمن المخدرات التخليقية و هي المجموعة المصنعة سواء من العقاقير او غيرها، و تصنع من مواد أولية طبيعية او صناعية ينتج عن تعاطيها فقدان جزئي او كلي للإدراك، كما أنها قد تترك لدي المتعاطي اعتمادًا و إدمانًا نفسيًا أو عضويًا او كلاهما. 

و تكثر التأثيرات العضوية و النفسية و العصبية على متعاطي "الشيطان" و منها إستمرار التعاطي لفترة طويلة يغير افراز مادة الدوبامين مما يؤدي إلى التأثير على تناسق الحركة و يسبب مرض الشلل و الرعاش، كما أن المتعاطي عن طريق الحقن يزيد احتمالية الإصابة بفيروس الإيدز و الفيروسات الكبدية، و يسبب الفقد الشديد للوزن، و ارتفاع درجة حرارة الجسم، و زيادة معدل التنفس و ضربات القلب، و صداع شديد، و جفاف الفم و الغثيان و تأكل الأسنان. 

و من التأثيرات النفسية التي يسببها مخدر "الشابو" الهلوسة السمعية و البصرية و الارق حتي جنون الارتياب، و زيادة اليقظة و الانتباه، و العنف والعصبية والحركة المفرطة و السلوكيات المتهورة، و عدم القدرة على التركيز، و صعوبة في إتخاذ القرار، و قد تزداد حدة المضاعفات سريعًا إلى حد السكتات الدماغية، و ذلك وفقًا لكمية المخدر و عدد مرات التعاطي، و من أبرز المضاعفات؛ العدوانية و الرغبة في الشجار و القتال، إيذاء النفس، نوبات ذهانية و نوبات صرع شديد، و يصعب الانسحاب من تعاطيه بسبب خصائصه الإدمانية الشديدة و التي تفوق مخدر الهيروين و الكوكايين. 

فمشكلة المخدرات من المشكلات العالمية و التي واجهتها كل دول العالم بلا استثناء منذ بداية البشرية، لذا تعد مشكلة المخدرات من أهم المشكلات التي تدمر المجتمعات الداخلية و الخارجية، لان بناء المجتمع يبدأ من بناء الإنسان، فماذا لو الإنسان غريق في بئر المخدرات؟!، لا نري سوا أمراض خطيرة، سلوكيات عنيفة منحرفة، قدرات متدنية. 

و من الأحداث المريبة التي سببها "الشابو" 

حيث في ٢٠٢١ أقدم رجل، وهو تحت تأثير مخدر "الشابو"، على قتل شخص وفصل رأسه عن جسده والتجول به في الشارع في مدينة الإسماعيلية.

و في نفس السنة، عام ٢٠٢١ أقدم أقدم شخص على قتل والده بسلاح أبيض، بعدما نشبت مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى مشاجرة قتل فيها الابن والده وفر هاربا ويعود سبب الشجار إلى إدمان الشاب على مخدر "الشابو".

في شهر أبريل 2021، أقدم رجل على قتل طفله الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره، صعقا بالكهرباء بحجة عدم الانصياع لأوامره وطاعته، بالاسماعيلية.

و في محافظة قنا ، أقدم شاب مدمن لمخدر "الشابو" على قتل أشقائه الثلاثة بسبب مشاجرة بينه وبينهم، وباستخدام سلاح بحوزته أطلق النيران عليهم، وعرفت هذه الحادثة إعلاميا باسم "مذبحة الأشقاء".

وفي محافظة الفيوم، أقدم أحد سكان القرية، وهو مدمن على مادة "الشابو" أيضا، على مداهمة منزل أهل زوجته وإطلاق النيران على المنزل، لتلقى زوجته وطفلها وشقيقة زوجته مصرعهم، إثر إصابتهم بأعيرة نارية.

وفي 2024، أقدم شخص في محافظة أسيوط بصعيد مصر، على قتل طفلته (3 أعوام)، بسكين بسبب تعاطيه "الشابو".

و في القضية المعروفة اعلامياً "بسفاح التجمع" والذي قتل 3 سيدات، كان متعاطي لمخدر "الشابو". 

و في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية جريمة بشعة هزّت الشارع بعدما أقدم زوج على قتل زوجته بطريقة وحشية مستخدمًا "بلطة" هشّم بها رأسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة بعد تعاطيه مخدر الشابو.

و في محافظة الأقصر واحدة من أبشع الجرائم عندما أقدم شاب على قتل جاره، ثم فصل رأسه عن جسده وشرب من دمه، مما أدى إلى حالة من الهلع بين السكان. 

و آخرهم احتجاجات أسوان علي تجار "الشابو" وتدخل قوات الأمن، بعد تعدد جرائمه في المحافظة. 

ولم ننسي دور وزارة الداخلية المصرية في القضاء على المخدرات بيد من حديد، و الكميات التي يتم التحفظ عليها من قوات الأمن، وبمختلف مديريات الأمن، كما أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان و التعاطي، يلعب دورًا هامة في نشر التوعية و التقليل من المخدرات و علاج المتعاطيين مجانًا و في سرية تامة عبر الخط الساخن 16023. 

خداعوك و قالوا تعاطي المخدرات يساعد في حل المشكلات، يساعد في نسيان الهموم، يساعد في علاج الاكتئاب، تساعد على الجرأة و القبول المجتمعي، يساعد على العمل لفترات طويلة، تجربة ليس لها أضرار، و من أسبابها الرئيسية هو أصدقاء السوء، زيادة القدرة الجنسية، التفكك الأسري و حب الاستطلاع، و أخيراً يأتي المثل الشهير الوقاية خير من العلاج.