لكل منا طريقة للبقاء والتعايش ، بعضنا يختار الصمت والآخر يرتدي ابتسامة زائفة .
والبعض يتعلم كيف ينجوو ؟ وكيف ينقذ نفسه مما يؤلمه ؟
هناك نوع من البشر يرتدون قناع الضحك ، يملؤون الدنيا بالابتسامات والنكات ،لكنهم ف دواخلهم مثقلوون ومتعبوون ، يدركون أن الحزن ثقيل على الآخرين .
فقرروا أن يكونوا مصدر البهجة والحياة إلى من حولهم .
حتى ولو على حساب أنفسهم .
هذا القناع يجعلهم محبوبين لكنه يبقيهم وحدهم في لحظات انكسارهم .
هنا تعيش خفه ظاهرها فرح ...... وباطنها تعب وألم .
وهناك قناع آخر يرتديه من لا يتحمل الفوضى ، يرتب كل شئ ،يخطط ويحسب كل احتمال وخطوه .
ليس بدافع الكمال بل بدافع الخوف من فوضى الداخل التى تؤلمه .
فيحاول تهذيبها بترتيب ماحوله .
يرتب الخارج للسيطره ع داخله .
وهناك وجه آخر يرتديه من يحمل ملامح الضعف ويعيش حكايات الظلم .
يتوقفون عند لحظه أذتهم وجعلوها مرآه يرون بها أنفسهم .
ربما لأن الألم منحهم اهتماما لم يجدوه من قبل .
فدور الضحية يشعرهم بالوجود لكنه يمنعهم من تجاوز ما حدث .
وهنا يصبح الألم هوية ولا يمكن التخلي عنه .
وهناك وجه آخر يغفر ويتجاوز كل خطأ ويسامح لكنهم في الحقيقة لا ينسون ولا يتعافون هم فقط يتعايشون .
يرضون بما يؤلمهم كي لا يعيشوا الوحده .
هذا قناع الأنقياء في نظر الجميع ، ولكن هؤلاء لا يشعر بهم أحد.
يسامح لكي يبقى برغم من إنه يتألم .
وهناك وجه آخر كل منا أيضا يرتديه ، من يملأ يومه بكل ما يشغله .
يخترع المهام ويخلق العمل ويلاحق الواجبات ليس لأنه لديه طموح ، بل لأنه يعلم أن السكون سيفتح عليه بابا من الشعور لا يدرك كيف يغلقه ؟
فيهرب بالمهام والواجبات فيهرب من الدنيا كي لا يواجه نفسه .
فينشغل لكي يبقى القلب صامت .
وهناك نوع آخر يرتدي قناع التذمر من الحياة يشكك ف
كل من حوله لا يعجبه شئ ينتقد كي لا يُنتقد ، يتذمر لأن التغير يخيفه .
قاس ع الجميع قاس ع نفسه لايرى الجمال في شئ ولا يهنأ بشئ .
لأن في داخله يقين خفي يدرك به إنه هو النقص الذي يخشى رؤيته .
كل منا يرتدي قناع ، ووجه ما ليبقى .
فهل علمت أي قناع ترتدي أنت ؟
صدقك مع نفسك بداية لتحررك ، بداية لخلع هذا القناع .
فما لم ندركه في دواخلنا سنكرره مع من حولنا دون أن ندري ، وسنحياه دون أن نختار .
فأنا علمت أي قناع أرتدي ؟ وأنت هل علمت الوجه الذي ترتديه ؟
# د.أميرة سالم 🤍