فنزويلا تحتفل لالذكرى السنوية الـ ٢١٤ للخامس من يوليو
الإثنين 07/يوليو/2025 - 12:27 ص

فاطمة بدوي
طباعة
بعد مرور ٢١٤ عامًا على الخامس من يوليو ١٨١١، العيد الوطني لفنزويلا، عقدت سفارة فنزويلا في مصر لقاء صخفى اكد من خلاله نائب السفير كلمة جاء بها : نُوجّه تحية إجلال لأولئك الوطنيين الفنزويليين الذين اجتمعوا في برلمان فنزويلا، والذين، بشجاعةٍ وإقدامٍ وحبٍّ للحرية، تمكّنوا رسميًا من إتمام مسيرة الاستقلال التي بدأت في ١٩ أبريل ١٨١٠، عندما عبّر شعب كاراكاس عن إرادته الراسخة في التحرر من الاستعمار الإسباني.
في الخامس من يوليو ١٨١١، تم إعلان الجمهورية الأولى لفنزويلا. وقد أُقيم هذا الحدث في مدينة كاراكاس، وأُعلن للعالم انفصالنا عن التاج الإسباني وتأسيس جمهورية جديدة بين دول العالم. وقد شكل هذا التأسيس مثالًا يُحتذى به لسائر بلدان القارة، فمنذ ذلك الحدث التاريخي، بدأت دول أمريكا الجنوبية الواحدة تلو الأخرى بإعلان استقلالها عن الإمبراطورية الإسبانية آنذاك.
في الخامس من يوليو عام ١٨١١، وُقّع إعلان الاستقلال خلال جلسة تاريخية للبرلمان الفنزويلي، مُضفيًا بذلك طابعًا رسميًا على الانفصال الفعلي عن إسبانيا من قبل الولايات السبع المتحدة التابعة للقيادة العامة لفنزويلا آنذاك وهي (كاراكاس، باركيسيميتو، كومانا، برشلونة، ميريدا، مارجريتا، تروخيو)، والتي اتحدت تحت اسم "الكونفدرالية الأمريكية لفنزويلا في القارة الجنوبية". أعلنت هذه الوثيقة الرسمية، التي تُمثّل نشأة الحقبة الجمهورية الفنزويلية، وأرست مبدأ المساواة بين المواطنين، ورسّخت المبدأ الدستوري، وعارضت بشدة الممارسات السياسية والثقافية والاجتماعية التي سادت بعد ثلاثة قرون من الهيمنة الاستعمارية في أمريكا اللاتينية.
تأسس برلمان فنزويلا في الثاني من مارس عام ١٨١١، ليكون بذلك الأقدم في أمريكا اللاتينية وثاني أكبر برلمان في الأمريكتين بأسرها. حلّت محل المجلس الأعلى العسكري في كاراكاس، الذي تأسس في 19 أبريل1810. وخلال مداولاته، برزت خلافات سياسية وأيديولوجية حول الطريق الذي ينبغي اتباعه بين من دافعوا بحزم عن الاستقلال التام ومن ظلوا موالين للتاج الإسباني.
أدى هذا التردد في اتخاذ القرار إلى إنشاء الجمعية الوطنية، وهي مجموعة كانت تضغط على البرلمان لإعلان استقلال فنزويلا النهائي عن عاصمة الدولة الإسبانية. وكان من أبرز أعضائها سيمون بوليفار وفرانسيسكو دي ميراندا.
في مواجهة تردد بعض ممثلي البرلمان الفنزويلي، في 3 يوليو 1811، أي قبل يومين من إعلان استقلال فنزويلا، ألقى الثوري الشاب سيمون بوليفار خطابًا تاريخيًا في الجمعية الوطنية، وجّه فيه رسالة واضحة إلى الهيئة التشريعية، حدد فيها مسار النضال من أجل استقلال فنزويلا:
"ليس الأمر أن هناك برلمانين. كيف يمكن لأولئك الذين يدركون أهمية الوحدة أن يغذّوا الانقسام؟ ما نريده هو أن تكون هذه الوحدة فعالة، لِتشجيعنا على القيام بالمهمة المجيدة لنيل الحرية. أن نتّحد فقط لنرتاح وننام في أحضان اللامبالاة، كان بالأمس ضعفًا، أما اليوم فهو خيانة. إن ما يُناقش في البرلمان الوطني هو ما كان يجب أن يُحسم مسبقًا.
وماذا يقولون؟ إن علينا أن نبدأ باتحاد كونفدرالي، وكأننا لسنا متحدين أصلًا ضد الطغيان الأجنبي. ويقولون أيضًا إن علينا أن ننتظر نتائج السياسة في إسبانيا. وما شأننا بما إذا باعت إسبانيا عبيدها لبونابرت أم احتفظت بهم، ما دمنا قد قررنا أن نكون أحرارًا؟ إن هذه الشكوك ما هي إلا الآثار المؤسفة للقيود القديمة. يجب إعداد المشاريع العظيمة بهدوء! ثلاثمائة عام من الهدوء، أليس هذا كافيًا؟ إن المجلس الوطني يحترم، كما ينبغي، برلمان الأمة، لكن على البرلمان أن يصغي إلى المجلس الوطني، لأنه مركز التنوير ومحورالمصالح الثورية. فلنضع حجر الأساس لحرية أمريكا الجنوبية دون خوف: فالتردد هو طريق الضياع ".
منذ استقلالها، تطورت فنزويلا حتى أصبحت مجتمعًا حديثًا، وهي اليوم تبرز كدولة تُولي الأولوية للمساواة واللإندماج، وتدافع بلا حدود عن العدالة الاجتماعية. ونحن نحيي هذا اليوم الوطني كحدث خالد في تاريخ فنزويلا، ونحن على يقين أن الفنزويليين، اليوم، كما بالأمس، يخوضون كفاحًا شاقًا ضد الإمبريالية والاستعمار الجديد الذي يُحاصر شعوبنا ويُهددها ويُهاجمها. ونحن ندرك أن الاتحاد المدني-العسكري الكامل الذي يُميّز مسيرة فنزويلا الوطنية، هوما يضمن أن العمل الذي بدأه أبطالنا وبطلاتنا الفنزويليون بكل شجاعة وتصميم، سيبقى حيًا في أيدي هذا الجيل المصمم على البقاء حرًا وذا سيادة ومستقلاً.
فنزويلا بلد حرّ ومستقل، لا يقبل، ولن يقبل، أيّ تدخل من أيّ نوع من أيّ حكومة أو منظمة دولية. وسيواصل الشعب الفنزويلي السيرعلى درب الثورة البوليفارية لضمان سيادته المقدسة، بفضل القوة التي ورثها من أبطاله المحررين، وإرث القائد هوجو تشافيز. وبهذه الروح النضالية، سيواصل كفاحه من أجل الحفاظ على استقلاله وحريته الجمهورية غير القابلة للمساومة، تحت القيادة الراسخة للرئيس نيكولاس مادورو.