كان يا ما كان، في قديم الزمان، كانت جدتي أم عباس، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته، حين تشعر بخطر يحدق بنا، تردد عبارات شعبية في مطلع الصباح أو عند الغروب، تقول فيها:
سور والنباية حضور، وبيرق فاطمة المنشور
وغيرها من الكلمات التي لا أذكرها بدقّة، لكنها كانت تتضرع بها إلى الله جلّ جلاله، طلبًا لدفع البلاء وحفظ العائلة من الشرور.
تلك الكلمات ما زالت عالقة في ذاكرتي، أرددها وأقول:
الله يرحمك يا يمّه، كم نحن اليوم بحاجة إلى دعائك لحماية الوطن... يا يمّه!
ومن بين العبارات التي كانت ترددها بلهجتها العراقية، أهزوجة شعبية كانت تقولها لنا ونحن صغار:
أريد أبجي على واحد، صاروا اثنين، تره بجي الثالث يودر العين
تلك الكلمات تحوّلت إلى واقع مؤلم يدمي القلب في العراق.
ومن جملة ما يدمي القلب، قضية خور عبد الله، التي ما زالت تقلق العراقيين. ولا تزال الأصوات تعلو في عموم العراق للمطالبة بإرجاعه، والكل يعرف من هم المتورطون الذين ساوموا على حساب الوطن وخضعوا للضغوط الكويتية من أجل مكاسبهم الخاصة.
وليس ذلك فحسب... فبينما كنت أتصفح قرارات مجلس الوزراء الموقّر، وقعت عيني على قرار جديد يتعلق بمشروع أنبوب (بصرة – حديثة)، فختمت قراءتي للقرار بهذه العبارة:
وبعدها نلطم على القادم.
وهذا نص القرار:
مجلس الوزراء يقرّ تعديل قراره (73 لسنة 2025) بشأن مشروع أنبوب النفط الخام (بصرة – حديثة)، ليشتمل على صيغة: التصميم، التجهيز، النصب، والتشغيل، على أن تشمل المناقصة 56 عقدة، والمنظومات كافة وملحقاتها، باستثناء تجهيز الأنبوب.
كما تضمّن القرار توسعة رقعة المشاركة لتشمل قائمة الشركات المقترحة من قبل وزارة النفط، بالإضافة إلى التعاقد مع جهة استشارية عالمية تتولى مهام المشروع بكامل تفاصيله.