الصين .... ومبادرة السلام لشباب العالم
الجمعة 08/أغسطس/2025 - 12:19 ص

فاطمة بدوي
طباعة
يصادف العام الجاري الذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة.
قبل 80 عاما، مواجهة لقوى الفاشية المتسمة بالظلام والشر، اتحد الشعوب من مختلف الدول والأمم والنظم الاجتماعية والأيديولوجيات فحققوا انتصار العدالة والسلام بتضحية هائلة، ما سجل صفحة جديدة للبشرية لإعادة بناء النظام العالمي بعد الحرب والسعى وراء السلام الدائم.
خلال الـ80 عاما المنصرمة، تحت موضوع العصر المتسم بالسلام والتنمية، وبدفع موجات الابتكار التكنولوجي، شهدت حضارة البشرية المادية ازدهارا غير مسبوق، وازداد مدى الترابط والتواصل للعالم عمقا غير مسبوق، لقد أصبحت البشرية تدريجيا مجتمع مستقبل مشترك تشترك في السراء والضراء.
اليوم، بعد 80 عاما، يمر العالم بتغيرات لم يشهدها منذ قرن وبسرعة متزايدة، حيث تظهر تغيرات العالم والعصر والتاريخ بصورة لم يسبق لها مثيل، تقف البشرية مرة أخرى عند مفترق طرق: التضامن أم الانفصال؟ التحاور أم المواجهة؟ الكسب المشترك أم اللعبة الصفرية؟
بصفتنا ممثلين شباب من مختلف الدول، ندرك جيدا قيمة السلام الثمينة ومسؤولية جيل الشباب. لا مستقبل مشرق إلا أن البشرية تحرص على السلام وتصون التضامن. لهذا السبب، نعلن بجدية ((مبادرة السلام لشباب العالم))، وندعو الشباب في جميع أنحاء العالم إلى التضامن بغية حماية السلام ودفع التنمية وخلق المستقبل معا.
ندعو الشباب إلى أن يكونوا حماة لسلام العالم. التاريخ لا يطاق تحريفه، العدالة لا بد من الحفاظ عليها، السلام بحاجة إلى الصيانة. على الشباب في جميع أنحاء العالم استخلاص الحكمة من التاريخ، والحرص على السلام والحفاظ عليه بتحركات عملية ومعارضة الحروب والعنف والأحادية والهيمنة والحمائية بكل أشكالها، من أجل الحفاظ المشترك على ثمار انتصار الحرب العالمية الثانية والمنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية، والإسهام في الحفاظ على السلام العالمي بالقوة الشبابية.
ندعو الشباب إلى أن يكونوا روادا في التعلم المتبادل بين الحضارات. من أجل حماية السلام العالمي، علينا أولا بناء حاجز وقائي للسلام في عقولنا. على الشباب في جميع أنحاء العالم الالتزام بمفهوم الحضارة المتسم بالمساواة والاستفادة المتبادلة والتحاور والتسامح، وأن يعملوا على إزالة سوء التفاهم الحضاري بالتبادل وحل التعارض الحضاري بالتعلم وتجاوز التفوق الحضاري بالتعايش، لإسهام في التعايش المتناغم بين الحضارات وتعارف أبناء شعوب العالم وتقاربهم بالحكمة الشبابية.
ندعو الشباب إلى أن يكونوا دعاة للتعاون والكسب المشترك. تعد التنمية أساس السلام. على الشباب في جميع أنحاء العالم الالتزام بمفاهيم التعاون والكسب والتنمية المشتركين، وتعميق التعاون بين الشباب وتوسيعه، إلى جانب المشاركة بنشاط في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة وثمار قمة المستقبل عن طريق الآليات الثنائية والمتعددة الأطراف والمنصات الإقليمية، لضخ الزخم الشبابي لسد فجوة العجز التنموي العالمي وتحقيق التنمية العالمية الأكثر شمولا وعدالة.
ندعو الشباب إلى أن يكونوا فاعلين لمواجهة التغير المناخي. يهدد التغير المناخي الكرة الأرضية وهي المنزل المشترك للبشرية. على الشباب في جميع أنحاء العالم المشاركة بنشاط في أعمال تصدي للتغير المناخي تمسكا بـ”المسؤولية المشتركة بصفتنا سكان نفس الكوكب“، لإظهار مسؤوليتنا الشبابية في إيجاد حلول مبتكرة لمشاكل المناخ العالمية وتحسين الحوكمة الإيكولوجية العالمية والتصدي المشترك للتحديات العالمية.
ندعو الشباب إلى أن يكونوا دافعين لتوجه التكنولوجيا نحو الخير. يوفر التقدم التكنولوجي فرصا للسلام العالمي، كما يجلب التحديات. على الشباب في جميع أنحاء العالم أن يكونوا طليعة العمل والإقدام بتحمل المسؤولية في المجالات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ودفع عودة النتائج التكنولوجية على البشرية جمعاء بالفوائد وتنمية التكنولوجيا الرقمية الشاملة والعادلة، لتقديم البرامج الشبابية لتحسين الحوكمة التكنولوجية العالمية وبناء المستقبل العالمي القائم على التسامح والعدالة والتنمية المستدامة.
قبل 80 عاما، أضاء أسلافنا الظلام بالتضامن، بعد 80 عاما، على الشباب أن يحددوا المستقبل من خلال التحركات. سنتخذ الذكرى الـ80 للانتصار في الحرب العالمية ضد الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة نقطة الانطلاق الجديدة، ”معا من أجل السلام“، للعمل سويا نحو بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية!
هذه المبادرة اطلقتها الصين مؤخرا ( الرئيس شي جين بينج ) في المؤتمر العالمي للشباب الذي استضافته الصين مؤخرا
وهي بمثابة نداء موجه الى شباب العالم يتواكب مع الذكرى ال ٨٠ للانتصار على القوى الفاشية في الحرب العالمية الثانية
نداء يسلط الضوء على التحديات العالمية الراهنة وضرورة تكاتف القوى العالمية وخاصة الشباب من اجل مواجهتها بشكل جماعي وتحقيق مستقبل للبشرية اكثر امنا واستقرارا وهو ما تصبو اليه شعوب العالم