المواطن

عاجل
كرم جبر : بعد القبض والتطهير ، مطلوب قانون ينظم اخلاقيات الاعلام الرقمى. وزير قطاع الأعمال العام: نعتز بمساهمة الشركات التابعة في تنفيذ المشروعات القومية والتنموية الكبرى وزير الثقافة يتوجه بأسمى آيات الشكر للسيدة انتصار السيسي لرعايتها ودعمها لجائزة الدولة للمبدع الصغير وزير الشباب والرياضة يشهد المؤتمر الصحفي للإعلان عن بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبية الهيئة القومية لسكك حديد : تسهيل عملية انتقال السادة القضاة المكلفين بالإشراف على العملية الانتخابية "هنفيدهن"..مبادرة نسائية بجنوب سيناء لدعم المشاركة في انتخابات الشيوخ 2025 وفد "كيني" يزور البنك المركزي المصري للتعرف على تجربته الرائدة في مجال الأمن السيبراني هيثم طوالة: الداخلية تنظف السوشيال ميديا من دعاة الانحلال! رئيس نادي النوبة الدولي في نيويورك للمصريين: المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ واجب وطني ناجى الشهابي: مصر تُعيد تشكيل موازين الصراع في الشرق الأوسط
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"لم يرحمها هِرَمها ولا أبنائها.. فكان الشارع مأواها" .. عجوز القاهرة تجسد الألم

السبت 01/سبتمبر/2018 - 07:03 ص
عجوز قعيدة
عجوز قعيدة
شيماء اليوسف _ تصوير : محمد توفيق
طباعة
إن الله قسم الرحمة مائة قسم، فاحتفظ عنده بتسع وتسعين جزءا، وأنزل جزءا بين خلقه، وبه ترفع الدابة قدمها حتى لا تصيب ولدها.. كلمات قالها نبي الله محمد " صلى الله عليه وسلم" فأين ذهبت الرحمة من بيننا ورحمة الله وسعت كل شيء، أي الطرق إلى أديرتها تأخذنا؟ التاجر أصبح لا يرحم المشتري، وصاحب العمل لا يرحم من يعمل لديه، لقد قل الخير بين البشر هذه الأيام.

كانت عين "بوابة المواطن" تتجول شوارع القاهرة، حيث التقت صورة لعجوز قعيدة، تلفظ أنفاسها الأخيرة في الطرقات المخنوقة بعوادم السيارات، تمد يدها للمارين من كل حدب وصوب في مشقة مهملة، عينيها نائمتان، هادئة للغاية، شفتيها مشققة يابسة يائسة كل من يخطو نحوها تبكيه، من خان عجزها وخطفت أجنة الرحمة من قلبه وألقى بها في الشارع ؟

لم يعد أحد يطيق أحد، لا بشرا ولا حجرا ولا حيوانا ولا نباتا، بات الابن يرمي والديه في أديرة المسنين بلا شفقة لا ينظر حتى لفضلهما عليه طوال حياته، أو يجلسه قعيدا في أحد الشوارع متسولا على العابرين، مستغلا مرضه ومحنته وشيخوخته وحاجته، ليستدرج قلوب كل من يمضوا حوله فيشفقون على حاله ويمدون له العون.

الناس أصبحت أغراب عن بعضها البعض حتى الأقارب، قد يهجر الابن أباه وأمه في أقل الظروف إن لم يتعدى عليهما، وهو سوء تربية من بادئ الأمر ولكن لم نرى مسبقا أقبح من استغلال الأبوين في التجارة والتسول! وبفعل تراكم الأمراض والمتاعب ومشكلات الدهر التي لا تنتهي قد يفقد المسن وعيه بالأمور التي تدار حوله، وفي الغالب قد لا تعي هذه المسنة ماذا تفعل وأي الأسباب التي أجلستها في الشارع، ومن يا ترى هذا الذي يراقبها من بعيد ليطمئن أن هناك من يشفق على حالتها ويضع لها جنيهات في يديها الملتوية حتى يأت هو يأخذهم جميعا ! 

ما الذي حدث في أخلاق الناس؟ مهما بلغت الأزمات الاقتصادية ومهما كانت المشكلات التي تواجههم لا يمكن أن يصل الأمر أن يستغل ابن أمه القعيدة للتسول بدون أدنى احترام لهرمها وعجزها وكسرة نفسها.

كل يفكر على ليلاه وليلاه فقط، أصبحنا كالكلاب المسعورة ننهش في لحم بعضنا، ترى الشاب الوسيم العاطل يمشي في الطريق ويركل الحجر بعنف وقسوة وهو يتخيله كرة قدم صغيرة ،فيصيب بقذيفته نافذة قطار مار فيتهشم الزجاج على من خلفه، ولا يستطيع أن يفعل شيئا، والشاب يضحك وكأنه أصاب هدفا في مرمى خصمه، وربما يصفق لنفسه، أي فراغا هذا الذي أحاط بأرواحنا وقصف مآذن الإيمان في دواخلنا، متى كنا بهذه الحالة وكيف تغيرنا وكيف وصلنا لها ؟

أبدا ليست المشكلة اقتصادية أو مالية ! أنها أزمة روحية ونفسية تكاد تقتل الناس من ضراوتها فباتوا يسقطون عنفهم وقساوتهم على غيرهم حتى ولو كانوا قرة أعينهم أو فلذة أكبادهم، وقابل ذلك جحود من الصغير للكبير، فكم من ابن حجر على أبيه بحكم قضائي جائر ليتحكم فيه وفي ثروته وكم من زوجة قطعت زوجها أربا ولم ترحم ضعفه ثم أخفته في أكياس البلاستيك وكم من زوج قتل زوجته ومثل بجثتها لمجرد شكوك خائبة لا صحة لها ولا يقين ولا دليل، أرهقت كوالهنا بالقسوة.

إمرأة عجوزة
إمرأة عجوزة
إمرأة عجوزة
إمرأة عجوزة
هل تعتقد أن هناك تحديات كبيرة تواجه الشباب حاليًا في الزواج؟

هل تعتقد أن هناك تحديات كبيرة تواجه الشباب حاليًا في الزواج؟
ads
ads
ads
ads
ads