في السنوات الأخيرة، عملت دول الخليج العربية، ممثلة في الإمارات والسعودية، على صياغة استراتيجيات لتعزيز تنمية التنويع الاقتصادي وتحول الطاقة، بينما تسعى الصين إلى تحقيق التنمية المستدامة وتسريع التحول إلى التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون.

وفي هذا الإطار، تعتزم الصين ودول الخليج تعميق التعاون في مجال الطاقة الخضراء، بما يحقق نتائج مثمرة تبرز فيها سلسلة من المشروعات الاستثمارية الكبيرة للطاقة المتجددة.

ودخلت شركة جينكو باور للتكنولوجيا، المتخصصة في تطوير وبناء وتشغيل محطات الطاقة الشمسية، سوق الشرق الأوسط منذ عام 2015، لتصبح واحدة من أوائل شركات الاستثمار الصينية في مجال الطاقة الكهروضوئية التي دخلت منطقة الشرق الأوسط.

وفي يونيو 2023، تم التشغيل الرسمي لمحطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي شاركت شركة جينكو باور في استثمارها وبنائها. وتعتبر محطة الظفرة، الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا من أبوظبي، أكبر محطة طاقة شمسية ضمن موقع واحد على مستوى العالم.

وتساهم هذه المحطة الضخمة، التي تبلغ سعتها المركبة الإجمالية 2.1 جيجاواط، في تزويد نحو 200 ألف أسرة بالكهرباء وخفض 2.4 مليون طن من انبعاثات الكربون سنويا.

وقال باي شياو شو، مدير قسم الأعمال الدولية لشركة جينكو باور، إن الشركة تركز استراتيجيتها في الشرق الأوسط على سوق دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية وعمان والكويت، مضيفا أن الشركة تحتضن مشروعات قيد التشغيل والإنشاء تبلغ سعتها الإجمالية حوالي 5 جيجاواط في دول الخليج العربية.

وفي الوقت الذي تواصل فيه الشركات الصينية تسريع وتيرة توسعها عالميا إلى سوق الشرق الأوسط، تعمل دول الخليج أيضا على زيادة استثماراتها في الصين، إذ تقدر مزاياها التكنولوجية وقدرتها الإنتاجية في قطاع الطاقة الجديدة.

وفي يونيو 2023، استثمرت شركة "سي واي في إن" القابضة، وهي مؤسسة استثمارية مدعومة من حكومة أبوظبي، 1.1 مليار دولار أمريكي في شركة "نيو" الصينية الرائدة للسيارات الكهربائية. ومن ثم، حصلت شركة "نيو" على استثمار آخر بلغت قيمته 2.2 مليار دولار أمريكي من شركة "سي واي في إن" في ديسمبر من ذات العام. وأصبحت هذه الصفقة أكبر استثمار رأسمالي منفرد للشرق الأوسط في شركات مركبات الطاقة الجديدة الصينية.

ونظرا للتقدم السريع الذي أحرزته الصين في تكنولوجيا الطاقة المتجددة وخبراتها الواسعة في تطوير المشروعات واسعة النطاق، فإن التعاون مع الصين يعتبر مسارا رئيسيا لدول الخليج الرامية إلى تسريع التحول الأخضر.

وبدوره، أعرب محمد أبونيان مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "أكوا باور" السعودية، وهي شركة رائدة في مجال الطاقة وتحلية المياه، عن تفاؤله القوي بشأن سوق الطاقة المتجددة في الصين وآفاقها الاقتصادية على المدى الطويل، مضيفا أن السوق الصينية تمثل فرصة كبيرة لتوسيع أعمالها في حلول الطاقة الخضراء.

وبعد سنوات من التعاون مع الشركاء الصينيين في مجال الطاقة في سوق الطرف الثالث، دخلت شركة "أكوا باور" رسميا مجال الطاقة المتجددة في الصين هذا العام.