المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ننشر ...كلمة السفير الصينى بمصر فى ندوة" تطور وتأثير منظمة شنغهاى للتعاون الدولى "

الإثنين 21/يوليو/2025 - 02:31 ص
المواطن
فاطمة بدوي
طباعة




القى السفير الصينى بمصر لياو لي تشيانج  كلمة فى  ندوة"  تطور وتأثير منظمة شنغهاى  للتعاون الدولى " والتى 

بحضور مدير المجلس المصرى للشؤون الخارجية 
 والسفير على الحفنى نائب  رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية واكاديميين
ووسائل الإعلام المصرية والصينيه


وجاء فى نص الكلمة : 

سعادة السفير عزت سعد، الضيوف الكرام، الأصدقاء من الصحافة:

يسعدني اليوم أن ألتقي بكم ونتحدث عن موضوع مهم، وهو منظمة شنغهاي للتعاون. إن الحضور الكريم ممثلون بارزون من الأوساط الأكاديمية والإعلامية في مصر، وأعتقد أن لقاءنا اليوم سيكون مثمرا.

قبل الحديث عن منظمة شنغهاي للتعاون، أود أن أتحدث عن حدث كبير في العلاقات الصينية المصرية، وهو زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى مصر. وحظيت هذه الزيارة باهتمام واسع من مختلف الأوساط المصرية، فأود أن أغتنم هذه الفرصة لأقدم لكم هذه الزيارة:

قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ بزيارة رسمية إلى مصر بين يومي 9 و10 يوليو. خلال الزيارة، التقى مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس النواب حنفي جبالي، ورئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي. وتوصل قادة البلدين إلى توافقات هامة حول توطيد الثقة السياسية المتبادلة، ودفع التعاون العملي، وتكثيف التواصل الشعبي، وشاهد رئيسا الوزراء على توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات التجارة الإلكترونية، والتنمية الخضراء، والمساعدات التنموية، والمالية، والصحة. كما التقى لي تشيانغ بأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، حيث تبادلا الآراء بشكل معمق حول تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون الصيني العربي في كافة المجالات. 
إنها زيارة ناجحة لتعزيز الصداقة والتعاون، وأضفى قوة دافعة جديدة وقوية في العلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية. خلال الزيارة، أكد لي تشيانغ أن الصين مستعدة للعمل مع مصر لاغتنام فرصة الذكرى السبعين لإقامة العلاقة الدبلوماسية في العام المقبل، لإثراء مقومات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ودفع التعاون في مختلف المجالات لتحقيق مزيد من الإنجازات، والمضي قدما نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
وأكد لي تشيانغ أن الصين تدعم مصر للقيام بدور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، ومستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع مصر في الأطر متعددة الأطراف، وتطبيق التعددية الحقيقية، والحفاظ على العولمة الاقتصادية ونظام التجارة الدولية، والدفاع عن المصالح المشتركة للدول النامية الغفيرة، وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.

وقال لي تشيانغ إن الصين ظلت تنظر وتطور علاقاتها مع الدول العربية من منظور استراتيجي، وتدعم بثبات القضايا العادلة للدول العربية، وتدعم الدول العربية لتعزيز الاستقلال الاستراتيجي والتضامن الذاتي، والسير في طريق التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية. وستعقد الدورة الثانية للقمة الصينية العربية في العام المقبل، وتحرص الصين على العمل مع الدول العربية لبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك بمستوى أعلى.
سجل الجانب المصري والجانب العربي تقديرا كبيرا لهذه الزيارة، حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنها زيارة موفقة للغاية، ويتطلع إلى انتهاز فرصة الذكرى السبعين لتأسيس العلاقة الدبلوماسية في العام المقبل، لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى. وقال رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي إن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، وستعطي زخما جديدا للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات. كما أكد الجانب العربي أن اللقاء بين الأمين العام أحمد أبو الغيط ولي تشيانغ كان ناجحا ومثمرا، ويعكس عمق وخصوصية الشراكة الاستراتيجية رفيعة المستوى بين الجانبين. ولاحظت أن السفير عزت سعد أطلق الصوت الداعم للعلاقات الصينية المصرية عن طريق المقالات والمقابلات حول هذه الزيارة، وأعرب عن خالص التقدير والامتنان لذلك.

الضيوف الكرام، الأصدقاء الأعزاء،
تُعد منظمة شنغهاي للتعاون أحد المواضيع المهمة في زيارة رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ، وقال إن الصين على استعداد لتعزيز التنسيق والتواصل مع مصر في إطار المنظمة وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، لتطبيق التعددية الحقيقية، ودفع التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع. من جانبه، أكد القادة المصريون على رغبتهم في تعزيز التعاون مع الصين في المحافل متعددة الأطراف، للدفاع عن المصالح المشتركة، وتعزيز السلام والتنمية في العالم. وهذا يعكس مجددا الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الصينية المصرية تتجاوز الإطار الثنائي. بهذه المناسبة، أود أن أقدم لكم هذه المنظمة التي تزداد سمعتها الدولية وأهميتها الاستراتيجية.
أولا: فلسفة التنمية القائمة على الانفتاح والشمول.
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 15 يونيو 2001 في مدينة شنغهاي من قبل ست دول مؤسسة، وهي الصين، وروسيا، وكازاخستان، وقرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان. بعد 24 عاما، قد تطورت المنظمة من 6 أعضاء إلى 10 دول أعضاء، دولتين مراقبتين، و14 شريك الحوار.






اليوم، قد أصبحت منظمة شنغهاي للتعاون أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث عدد السكان والمساحة والإمكانات الكامنة، إذ تغطي المنظمة ثلاث قارات، آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتبلغ المساحة الإجمالية للدول الأعضاء 36 مليون كيلومتر مربع، ما سيشكل أكثر من 65% من قارة أوراسيا، ويتجاوز عدد السكان 3.3 مليار نسمة، أي حوالي 42% من سكان العالم، ويتجاوز الناتج المحلي الإجمالي 25 تريليون دولار، أي ربع الاقتصاد العالمي. 

قد أصبحت مصر شريك الحوار للمنظمة في قمة سمرقند التي عُقدت في سبتمبر عام 2022. ويمكن لمصر المشاركة في كافة فعاليات المنظمة، والتعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتجارة والتواصل الشعبي. 

ثانيا: السعي إلى العدالة والإنصاف. منذ تأسيس المنظمة، طرحت في ميثاقها "روح شنغهاي" المتمثلة في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الحضاري والسعي وراء التنمية المشتركة. وتدعو إلى الحوار بين الحضارات، واحترام المصالح الأساسية لكل دولة، وطريق التنموي الذي تختاره، ومراعاة مصالح كافة الأطراف عند التعامل مع الشؤون الدولية، واللجوء إلى التشاور لحل المشاكل، كما تؤكد الرفض القاطع لتشكيل التكتلات السياسية الإقصائية والمواجهة الأيديولوجية والهيمنة والتنمر وقانون الغابات الذي تعتدي فيه الدول الكبيرة على الدول الصغيرة والضعيفة.


بفضل "روح شنغهاي"، اجتمعت دول ذات مختلف نظم وثقافات ومراحل التنمية في "أسرة منظمة شنغهاي للتعاون"، وظلت ملتزمة بالتضامن والتعاون، وتعمل على بناء مجتمع المستقبل المشترك القائم على المساواة والتآزر ومشاركة السراء والضراء وتحمل المسؤولية المشتركة، ووجدت طريق التعاون الإقليمي الذي يتماشى مع تيار العصر وحاجات مختلف الأطراف، وأصبحت نموذجا يحتذى به للعلاقات الدولية من نوع جديد، وتزداد قوة الجذب والتأثير للمنظمة باستمرار.
 
في قمة آستانا في العام الماضي، طرح الرئيس شي جين بينغ مبادرة "البيوت المشتركة الخمسة" التي يسودها التضامن والثقة المتبادلة، والسلم والأمن، الازدهار والتنمية، حسن الجوار، العدالة والإنصاف، الأمر الذي يساهم في إثراء المقومات العصرية لـ"روح شنغهاي"، وحدد اتجاه تطور للمنظمة في ظل الوضع الجديد.

ثالثا: النتائج العملية للتعاون المشترك. خلال 24 عاما منذ تأسيسها، يتطور منظمة شنغهاي للتعاون بشكل سليم ويتوسع مجالات التعاون بشكل مستمر، مما عاد بمنافع حقيقية على شعوب الدول الأعضاء، الأمر الذي يشكل ركيزة موثوقة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي والتنمية المشتركة للدول الأعضاء.
كما تعد المنظمة "عنصر الاستقرار" للأمن الإقليمي، حيث أقرت الدول الأعضاء "اتفاقية تعزيز الثقة في المجال العسكري في المناطق الحدودية" وغيرها من الوثائق المتكاملة للتعاون الأمني، مما أقام آلية طويلة الأمد للحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية، وضمن التعايش السلمي بين دول المنطقة. وتمكنت الدول الأعضاء، من خلال تبادل المعلومات وتنفيذ العمليات المشتركة، من التصدي للإرهاب والقوى الانفصالية والمتطرفة، ونجحت في خلق بيئة آمنة ومستقرة وخالية من العمليات الإرهابية الكبيرة. ويمكن لهذه التجارب والممارسات أن تساعد مصر في تعزيز قدراتها الأمنية والتعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، وتلبية تطلعات شعبها لحياة سلمية وآمنة بشكل أفضل. 


تعد المنظمة "المحرك" للتنمية الاقتصادية الإقليمية. في عام 2024، تجاوز حجم التجارة الخارجية للدول الأعضاء 8 تريليونات دولار، ما يشكل ربع التجارة العالمية، بزيادة 100 ضعف بالمقارنة مع ما كان عليه عند تأسيس المنظمة. وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأعضاء والدول المراقبة وشركاء الحوار 890 مليار دولار، مما سجل رقما قياسيا جديدا، وذلك يعكس الحيوية الهائلة للتعاون الاقتصادي الإقليمي. ويمكن لهذه الممارسات والخبرات أن تعود على مصر بفوائد اقتصادية وفرص تجارية هائلة، وتدفع عملية التحديث، وتُلبي تطلعات الشعب المصري للحياة الكريمة والمزدهرة.


وعملت الأطراف على توسيع قنوات التبادل بين الأقاليم والشباب والمرأة ومراكز الفكر ووسائل الإعلام وغيرها، مما أطلق العنان لنشاط التعاون الودي بين الدول، وقرب المسافات بين قلوب شعوبها، وعزز التفاهم والثقة المتبادلين داخل "أسرة منظمة شانغهاي". إن هذه الممارسات والخبرات الرامية إلى تعزيز التبادل الإنساني تتيح آفاقا رحبة للحوار بين الحضارة المصرية والحضارات الأخرى، ويمكنها أن تلبي بشكل أفضل تطلعات الشعب المصري إلى إثراء حياته الروحية.


السادة الضيوف، الأصدقاء الأعزاء،
تعطي الصين كدولة مؤسِّسة لمنظمة شانغهاي للتعاون أولوية دبلوماسية كبيرة لشؤون المنظمة. وتعمل بصفتها الرئيسة الدورية للمنظمة خلال الفترة 2024-2025، تحت شعار "عام التنمية المستدامة لمنظمة شانغهاي للتعاون"، على تعزيز التضامن والتعاون داخل "أسرة المنظمة" لإطلاق سلسلة من المشاريع والتحركات. وقبل أيام فقط، عُقد اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء للمنظمة في الصين، حيث التقى الرئيس شي جين بينغ بشكل جماعي بوزراء خارجية الدول الأعضاء والمسؤولين عن الأجهزة الدائمة للمنظمة، مؤكدا على ضرورة التمسك بالهدف الأصلي للمنظمة، والاستجابة لتطلعات الشعوب، وتحمل رسالة العصر، وتجميع القوى الهائلة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. وهذا يعكس الأهمية البالغة التي توليها الجانب الصيني لتطوير المنظمة وأعمال الرئاسة الدورية. وأود أن ألخص مجهودات الصين خلال فترة رئاستها بثلاث كلمات رئيسة:

الكلمة الأولى هي "التضامن". سيعقد قمة المنظمة في مدينة تيانجين خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر، وهذا يمثل المهمة الأولى في عمل الرئاسة الصينية. ستكون قمة تيانجين أكبر قمة في تاريخ المنظمة، حيث ستشهد حضور أكثر من 20 قادة الدول و10 من مسؤولي المنظمات الدولية لفعالياتها. نعتقد أنه بجهود مشتركة من جميع الأطراف، ستتحول قمة تيانجين إلى محفل تضامني وودي ومثمر، وستدخل المنظمة مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة تتسم بتضامن أوثق وتعاون أعمق وحيوية أكبر وفعالية أعلى.


الكلمة الثانية هي "التعاون". سنقوم بشكل أساسي بسلسلة من الأنشطة والإجراءات الملموسة حول خمسة محاور: تعزيز الثقة السياسية، وصيانة الأمن المشترك، وتعزيز الازدهار المشترك، وتكثيف التبادلات الشعبية، ورفع فعالية الآليات؛ لأجل تعزيز مستوى التعاون داخل "أسرة المنظمة". وأود أن أؤكد على محور "رفع كفاءة الآليات"، حيث سيعمل الجانب الصيني مع الأطراف الأخرى على تنفيذ الإجماع الذي تم التوصل إليه في قمة أستانا العام الماضي حول تحسين جودة وفعالية المنظمة والحفاظ على انفتاحها، و تحسين آلية عملها، وتعميق مشاركة الدول المراقبة وشركاء الحوار في تعاون المنظمة. ومصر،بصفتها شريك حوار، ستتاح لها فرصة المشاركة في تعاون المنظمة على نطاق أوسع وأعمق، ونحن نتطلع إلى ذلك ببالغ الترقب.



الكلمة الثالثة هي "التحرك". لقد كانت الصين المبادر بروح شانغهاي، وهي أكثر من ذلك منفذ لهذه الروح. وشعار الصين خلال فترة رئاستها هو "لإعلاء روح شانغهاي  تتحرك المنظمة". ومنذ تولي الرئاسة، قمنا بتصميم أكثر من 110 فعالية، ونفذنا منها أكثر من 90 فعالية، تشمل مختلف المجالات، بما في ذلك استضافة اجتماع وزراء دفاع المنظمة والتدريبات المشتركة لمكافحة الإرهاب، مما عزز التعاون الأمني والثقة المتبادلة؛ وتم عقد منتدى الاقتصاد الرقمي ومسابقات المهارات للعمال لدفع التعاون العملي نحو العمق والواقعية؛ وتنظيم منتدى التعاون الإعلامي ومهرجانات السينما والفنون لتعزيز التقارب بين شعوب الدول الأعضاء. وقد أسهمت هذه الأنشطة في تعزيز كفاءة التعاون الأمني للمنظمة ، وزخم التنمية، وبناء الآليات، وعززت بشكل كبير "الربط المادي" و"الربط المؤسسي" و"ربط القلوب" داخل "أسرة المنظمة". وقد شارك الجانب المصري في العديد من هذه الأنشطة، مثل منتدى الاقتصاد الرقمي ومنتدى التعاون الإعلامي، وأنا سعيد بذلك.


السادة الضيوف، الأصدقاء الأعزاء،
مصر لها وزن كبير في العالم العربي والإفريقي والإسلامي والنامي أيضا، وتلعب دورا مهما في الشؤون الإقليمية والدولية. إن انضمام مصر إلى "أسرة المنظمة" وسّع تأثير المنظمة لأول مرة إلى بر إفريقيا، وعزز بشكل ملحوظ تأثير المنظمة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ووسع بشكل فعال دائرة التعاون للمنظمة في مختلف المجالات مثل الأمن المشترك والتعاون المربح للجانبين والحوار الحضاري، مما دفع بنفوذ المنظمة إلى مزيد من الارتقاء والتقدم. ومن ناحية أخرى، توفر المنظمة منصة رائعة جديدة للتعاون الصيني المصري. إن تعزيز التنسيق والتعاون بين الصين ومصر في إطار المنظمة سيدفع العلاقات الثنائية نحو الهدف المتمثل في بناء مجتمع مصير مشترك صيني مصري في العصر الجديد، كما سيوفر قوة دافعة جديدة للتعددية القطبية العالمية المتساوية والمنظمة والعولمة الاقتصادية الشاملة للجميع.



أولا، يمكن للصين ومصر الاستفادة بشكل أفضل من فرص التنمية التي توفرها المنظمة. خلال الاجتماع الأخير لوزراء خارجية المنظمة ، طرح الأطراف تحقيق التنمية المستدامة "دون تخلف أحد"، واتفقوا بالإجماع على تعزيز مرونة سلاسل الإمداد والإنتاج، وخلق نقاط نمو جديدة في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والربط البيني والابتكار العلمي والتكنولوجي والصناعات الخضراء والاقتصاد الرقمي وغيرها. وتتماشى هذه المجالات بشكل كبير مع "رؤية مصر 2030"، ويمكن للصين ومصر في إطار المنظمة مواءمة استراتيجيات التنمية بشكل مستهدف وتحقيق المزيد من النتائج الملموسة. ويرغب الجانب المصري بشدة في جذب استثمارات الشركات الصينية في مصر، حيث يمكن لشبكات التمويل والصناعة التي أنشأتها المنظمة أن تلعب دورا في هذا الصدد. وبلغ إجمالي استثمارات الصين في الدول الأعضاء ودول المراقبة وشركاء الحوار للمنظمة أكثر من 140 مليار دولار أمريكي حتى نهاية عام 2024. ويمكن للصين ومصر في إطار المنظمة تعزيز التعاون في تسوية المعاملات بالعملات المحلية وتسهيل الاستثمار والتمويل، ورفع مستوى التعاون الاستثماري الثنائي. كما وفرت المنظمة منصات للتعاون في مجالات متعددة للدول الأعضاء ودول المراقبة وشركاء الحوار، مثل مناطق التعاون التجاري المحلية وقواعد التعاون الزراعي النموذجية وقواعد الابتكار في حماية البيئة وغيرها، مما يوفر حوامل جاهزة للتعاون العملي الصيني المصري.

ثانيا، يمكن للصين ومصر العمل معا بشكل أفضل لتحسين الحوكمة العالمية. تنص "لوائح شركاء الحوار لمنظمة شانغهاي للتعاون" بوضوح على أن "صفة الشريك الحواري تُمنح للدول أو المنظمات التي تؤيد أهداف ومبادئ المنظمة وترغب في إقامة شراكات متكافئة ومفيدة للجانبين معها". إن حصول مصر على صفة الشريك الحواري للمنظمة يعكس تأييد الجانب المصري لـ"روح شانغهاي" ولمفهوم العلاقات الدولية الجديد القائم على الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين. وفي مواجهة عجز الحوكمة العالمية والاضطرابات الجيوسياسية، ينبغي للجانبين الصيني والمصري مواصلة الاسترشاد بـ"روح شانغهاي"، وتعزيز التضامن، وتعميق الثقة المتبادلة، والعمل معا على دفع هذه الروح لتصبح معيارا أساسيا للعلاقات الدولية، وتقديم "حل منظمة الشانغهاي للتعاون" للحوكمة العالمية، وتعزيز بناء نظام حوكمة عالمية أكثر إنصافا وعدلا.

إن وضع الشرق الأوسط هو أحد أكبر اهتمامات الجانب المصري، وهو أيضا أحد مجالات التركيز الرئيسية للمنظمة. وفي اجتماع وزراء خارجية المنظمة قبل أيام، أكد الوزير وانغ يي بوضوح أن الجانب الصيني يبدي قلقا عميقا إزاء الوضع في الشرق الأوسط، وينبغي للمنظمة أن تستجيب تطلعات المجتمع الدولي وأن تعمل بنشاط أكبر لدفع تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط. يمكن للصين ومصر تعزيز التنسيق والتواصل في إطار المنظمة، لدفع المنظمة للعب دور أكبر ف إحلال السلام بالشرق الأوسط. وفي مواجهة التهديدات الأمنية غير التقليدية التي تثير قلق الجانب المصري مثل الإرهاب، يمكن للصين ومصر الاستفادة من الخبرة الناجحة للمنظمة وتعزيز الجهود للتصدي المتكامل، وتعزيز التعاون في مجالات الإنذار المبكر وبناء القدرات وغيرها.

ثالثا، يمكن للصين ومصر تعزيز نهضة الجنوب العالمي بشكل أفضل. لا تزال الفجوة بين الشمال والجنوب في النظام الدولي كبيرة، ولا تزال الدول النامية تواجه مشاكل مثل غياب التمثيل الكامل وضعف حق الكلام في الترتيبات المؤسسية. تُعد المنظمة منصة مهمة لتعزيز تضامن الجنوب العالمي، وتعد الصين ومصر كلتاهما من دول الجنوب العالمي الكبرى، وسيساهم تعاونهما في إطار المنظمة في حماية المصالح المشتركة للدول النامية والجنوب العالمي بشكل أفضل. يمتد تأثير المنظمة الشامل إلى أوراسيا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا وغرب آسيا والشرق الأوسط. إن مشاركة مصر في شؤون المنظمة يمكن أن تعزز مكانة مصر في الجنوب العالمي، وتوفر منصة لمصر للعب دور أكبر في الشؤون الدولية والإقليمية، وتمهد مجالا جديدا لتأثيرها وقيادتها الدولية. تمر العلاقات الصينية العربية حاليا بأفضل فترة في التاريخ، كما توفر المنظمة آفاقا رحبة جديدة لتعميق التعاون الصيني العربي. يشكل الدول العربية ما يقرب من نصف شركاء الحوار في المنظمة، وهذا يساعد الدول العربية على ممارسة نفوذ أكبر على الساحة الدولية، ويوفر أيضا فرصة جديدة لتعزيز قدرات التنمية الشاملة للدول العربية.



السادة الضيوف، الأصدقاء الأعزاء،
كما يقول المثل المصري: " القفة اللي ليها ودنين يشيلوها اتنين". في مواجهة عالم تشوبه الاضطرابات والتغيرات، نحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى منصات متعددة الأطراف مثل منظمة شانغهاي للتعاون التي تلتزم بالانفتاح والتسامح والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين. بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، ترغب الصين في العمل يداً بيد مع أعضاء "أسرة منظمة شانغهاي للتعاون" بما فيها مصر، مستندة إلى الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة كأساس للتعاون، والمساواة والتشاور كأسلوب للتعايش، واحترام تنوع الحضارات لتعزيز الانسجام والتسامح، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة لتعزيز الازدهار للجميع، بحيث تواصل "روح شانغهاي" إضاءة طريق بناء مجتمع مصير مشترك لمنظمة شانغهاي للتعاون، والإسهام في تعزيز السلام والتنمية في العالم.
شكرا لكم!
هل تعتقد أن هناك تحديات كبيرة تواجه الشباب حاليًا في الزواج؟

هل تعتقد أن هناك تحديات كبيرة تواجه الشباب حاليًا في الزواج؟
ads
ads
ads
ads
ads